مؤهلاتهم ما بين ثانوية ومعهد مهني وكفاءة متوسطة 16 شاباً سعودياً يمتهنون أعمال النظافة في نجران
حكاية أحدهم ..
محمد مصلح .. شاب نحيل ربط رأسه بمنشفه وأسدل جزءاً منها على صدره ووجهه لتجفف عرقه الذي يتصبب من أنحاء جسمه, يعمل باجتهاد واضح تحت وطأة الشمس المحرقة، إلى أنه يريد أن يثبت لرؤسائه أن السعوديين هم الأفضل دائما وهم الأحرص على الوطن في شتى المهن، وهم الأبقى دون غيرهم. وبدا مصلح وكأنه يسعى إلى تعزيز الثقة به وبزملائه من الشباب الذين انخرطوا في أعمال مازالت محل جدل حول صلاحية الشباب السعودي لها. محمد أكمل دراسته في المعهد المهني بنجران بعد الكفاءة وحصل على شهادة مهنية، غير أنه آثر الالتحاق بالعمل الحكومي لأنه يوفر له – حسب قوله- الاستقرار والأمان الوظيفي…” حتى لو بدا هذا العمل بالنسبة للبعض متواضعا “
اسئلة وحيرة في 2010 :
لست ضد العمل الشريف ولكنني ضد من يدندن على وتر “محو ثقافة العيب” بعيب اكبر واشد ظلما ..
ماذا بعد 10 سنوات من الآن هل سننافس بنغلادش و سريلانكا في تصدير عمال النظافة ؟
وأين هؤلاء الشباب الآن .. أين محمد مصلح وأصحابه .. هل انتهت معاناتهم وبطالتهم وفقرهم وأصبحوا بما فعلوا مترفين؟
أين من يدندن على مستقبل هذه الأعمال قبل كل هذه السنوات والبطالة أشد أشد قبحا من ذلك الوقت الذي اختطف ريعان الشباب؟
اين الخطط وحملات الحصر والحسرة ؟
لماذا يصر القائمون بأمر بطالتهم ومستقبلنا ومستقبلهم على ان يتنحنحون في كل مؤتمر ويمطمطون العبارات بالهيكيلية والاستراتيجيات وهم على مكاتبهم الوثيرة الى الان لايجدون حلاً ولايستقيلون ولايقالون ولايغلطون ولاهم يحزنون؟
أين من كان يقول : (إذا كان مجتمعنا سيستسلم للمقولة السائدة بأن إنتاجية المواطن السعودي لا يمكن أن تجاري إنتاجية العامل الوافد، فإن كارثة محققة سوف تلحق بنا ) بعد أن اصبح من أصحاب المعالي الذي ينظرون الآن الى الشباب السعودي بأنهم مترفون ومرفهون ؟
أين هو الان من مقولته قبل 8 سنوات وقبل المنصب والمسؤوليات : إن لدينا من القرارات والخطط والتوصيات والسياسات ما يكفي لمواجهة معظم المشكلات التنموية التي نعاني منها.. لكننا نفتقر إلى الإرادة الحازمة في التنفيذ. كل ما نحتاج إليه هو العودة إلى هذه الخطط وتنفيذها والتوقف عن اجترار الحديث الممل عن التفكير في حلول جديدة لأن الحلول موجودة ومعروفة وهي بأيدينا إذا أردنا ،لا نريد أن يمضي الزمن ونحن نهرش رؤوسنا بحثا عن حلول سحرية ) ولماذا المزيد من الخطط والاستراتيجيات الانبعد كل هذه السنوات ؟
أين من يقول : ( أن الفرد السعودي قادر على العطاء والإنتاج عندما تتاح له الفرصة وعندما تكون بيئة العمل جادة ومنظمة ومنصفة ) وهل هذه هي البيئة المنصفة والحلم والطموح والفرص التي كنت الذي تحدث عنها قبل كل هذه السنوات وقبل الطوفان ؟
اين مستقبل في هذه المهنة الآن .. وغيرها من مانشيتات الصحف العريضة .. هل أصبح كل واحد منهم مالكا لعربة نفايات أو أمين بلدية كما تقول أسطورة البدء من الصفر ؟
اين مستقبل في هذه المهنة الآن .. وغيرها من مانشيتات الصحف العريضة .. هل أصبح كل واحد منهم مالكا لعربة نفايات أو أمين بلدية كما تقول أسطورة البدء من الصفر ؟
تبا لهذا الصفر الذي يساق لنا ونمحى به على اليسار ممن اكتنزوه على يمين أرقامهم أصفارا !!
حتى العام 2015 .. ماذا بعد ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق